التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, 2024

أوركسترا الانجاز

  توقفت عن الكتابة لفترة طويلة، ولم أتوقف عن مشاركة ما أعرف دائمًا، إلا أن لصناعة المقالات شرارة من نور لا يُستعاض عنها. أجد أنني اليوم أملك نضجًا إداريًا أكثر وعيًا وقدرة على رؤية الأمور بشكل شمولي. عملي خلال الثلاث السنوات الأخيرة أكسبني خبرة عميقة، مليئة بالتناقضات وفرص معايشة العديد من قفزات التطوير والتحسين التنظيمي. علّمتني وما زالت تعلّمني كثيرًا، وسأحاول أن أترك درسًا مما أتعلمه في كل مقال . سأتحدث في هذا المقال عن ما تعلمته من تعريف "العمل العظيم"، وهو عمل يتسم بالتشاركية في التنفيذ وتوحيد الجهود نحو وجهة طموحة. لا يمكن أن يكون عملاً فرديًا، وإن كان بالعادة قائده دائمًا شخصية قيادية مميزة كفرد، شخصية تمتلك مهارة التوازن بين الطموح العالي والتدرج في إدارة مستويات الأداء المختلفة. العمل العظيم يشبه كثيرًا معزوفة موسيقية مميزة خالية من النشاز، كما قدّم بيتهوفن وما يقدمه إلى الآن عمر خيرت. تناغم عالٍ بين العازفين على كل الآلات الموسيقية، شركاء بأعلى معايير الجودة المتاحة من مهندسي صوت وإضاءة وأعمال فنية. ولكي يكون أحدهم عازفًا مع بيتهوفن، فقد عزف كثيرًا وتميّز بشخصه كث...

ليس بمفردك .. لكن بنفسك

  مرور الأيام هو امر خارج عن إرادتنا، ولا يمكننا إيقاف نمو اجسادنا بمرور الوقت، إنما ما نملك كامل الحرية تجاهه هو نضجنا.  النضج يعني الاستفادة من تجارب الحياة، الخروج بنتائج أفضل كلما مر الوقت، يعني ان تصبح احلامك واقعاً تعيشه! أجد أن الفرق بين شخصين إحداهما حقق ما كان يراه الآخرون مستحيلاً، وآخر في محاولة مستمرة لاثبات استحالة التحقيق! هو ان الأول تجاوز تجاربه الصعبة وتعلم منها درساً لمرحلة أخرى، قد تكون أصعب، وتجاوزها أيضاً. والثاني توقف عند احد هذه التجارب الصعبة وأثبت أنه لا مخرج، وحبس وعيه في تلك المرحلة، موجها كل اللوم للظروف والأشخاص! تأكد أنك وحدك من يقرر تولي مسؤولية الحياة والنضج، او من يسلم هذا المقود لغيره من الأشخاص او الظروف ويقضي حياته في اللوم والعتب عليهم . يقول برنارد شو “الظروف!، أنا أصنع الظروف التي أحتاجها لكي انجح”، وفي حديثه الكثير من الثقة وكل الصحة، نعم يمكن لكل منا أن يختار الظروف التي تناسب تحقيق أحلامه. المفتاح هو “المسؤولية” هو القرار بتولي مسؤولية نجاحاتك، وأيضا اخفاقاتك التي تواجهك. وان تعرف أنها ظرفاً يهديك درساً ستحتاجه في المرحلة القادمة، وي...

هل يكون النجاح “صدفة”؟

  قبل الإجابة لابد ان تنفق على ماهية النجاح، هل هو الوصول لمنصب مميز؟ ألم نسمع عن أصحاب مناصب قيادية في كبرى المنظمات تركوا مناصبهم للتفرغ لشغفهم في هواية تميّزوا بها وكان قيدهم المنصب أو الوظيفة، التي هي الحلم لغيرهم. هل النجاح شهرة مثلا؟ أموال؟ أمومة؟ شهادة؟ .. كل ما ذكرته هو في الحقيقة مظاهر قد تعكس نجاحاً مبهراً وقد تكون مجرد محطة من حياة أي شخص منّا. فالنجاح لا يقاس بمظاهره، بقدر ما يُرى عياناً بياناً في عيون صاحبه، لأنه حقق فعلا “ما يريد ”. Ben Hogan  هو شاب ولد في اسرة فقيرة وبدأ حياته بالعمل مساعداً في ملعب جولف ليزيد دخل اسرته، إلا أن هذا الدور خلق لديه حلماً ليكون لاعب جولف احترافي، وفعلاً حصل على عدد من البطولات الأمريكية في الجولف، إلا أنه تعرض لحادث جسيم وأصيب في رأسه، توقع الأطباء انه لن ينجو من الحادث. نجى بأعجوبة، إلا أن الأطباء أكدوا انه لن يستطيع المشي مجدداً! لم يكن ذلك مقنعاً لدى  Hogan  ، فطلب من المستشفى أن تضع صورة ملعب الجولف في ركن غرفته ليبدأ بتخيل نفسه يلعب مجدداً. حكاية  Hogan  تكمّن في أنه قد حصل على أكثر من 50 بطولة أمريكية في ...

بين التقدم والتقادم، “قناعة”

    لم أسمع عن مايك لازاريدس إلا من أيام قليلة، واتوقع أن الأغلبية لا تعرف من هو، إلا أن قصته حفزتني لكتابة هذا المقال، الأخ مايك هو مبتكر “بلاك بيري”، هو صانع ثورة رسائل الهواتف النقالة في 2009، وهو ايضاً من هبطت حصة شركته في السوق إلى 1% في 2014 بعد أن كانت تشكل أكثر من 50% في أوجها. لماذا لم يصمد مايك؟ بعيداً عن طرق الإدارة وصياغة الاستراتيجيات، أكبر خطر واجه مايك هو “التقادم” أغتر مايك بفكرته الجبارة، وأخذته العزة بعقله وأنه الوحيد الذي يأتي بالأفكار المربحة، أقنعه عقله أنه يمكن أن يبقى في مكانه الناجح من جراء استخدام طريقة تفكيره وحده، وهنا بدأ ناقوس الخطر في الاقتراب . لم ينتبه مايك أن أغلب النجاحات تكمن في البحث عما لانعرف، وأن التكيف يعني أن نملك ذهناً واسعاً يستوعب المتغيرات ويتعايش معها، ويعرف كيف يجد فرصة في كل مأزق. قرأت في كتاب “Think Again” لآدم جرانت أن عقولنا تستخدم أحد ثلاث أدوار لمواجهة الفكرة الجديدة، الدور الأول هو دور الواعظ والذي يحمي مُثله العُليا ولا يقبل أن تهدد قناعته فكرة جديدة، فيبدأ بالخطب الطويلة والمنذرة من خطر كل جديد. والدور الثاني هو دور ...

يا بلادي واصلي (.. وكلنا معاك)

  فكرت كثيراً قبل أن اكتب مقالاً يتزامن نشره مع احتفالنا باليوم الوطني السعودي 91، وتأملت هذه الطاقة الخضراء التي ‏تعطينا حماساً وتشعل فينا الإنجاز وحركة البناء والتقدم. وانتبهت لأعيننا التي تلمع سعادة عندما نسمع مرئيات شعوب ‏العالم عناّ، وهم يثنون على إصرارنا على التنمية وتحقيق رؤية حكومتنا، عندما يذكرون في رسائلهم شغف السعوديين ‏للوصول لمصاف العالم، عندما يلحظون تكاتفنا شعباً وحكومة، ويغبطون أمننا وأماننا.. أجدني أردد بإعتزاز “يابلادي ‏واصلي .. والله معاك” هنا قررت أن أكتب مقالي عن إدارة المواطن السعودي نفسه ومسؤولياته للوصول لهذا الطموح، عن ‏تجربة الفترة التي نحياها وكأننا نبني جسراً ونحن نعبره. نعمل، نخطئ، نتعلم، ونقف من جديد، ونتكاتف كثيراً، كثيراً.. ‏ليستمر البناء والتقدم، ونعبر بأنفسنا وأولادنا وأجيالنا القادمة كي نحيا الرؤية الحلم واقعاً ملموساً. ‏ رؤية 2030، التي أصبحت معلماً من معالم هذا القرن، فلا يحتاج السعودي ان يضيف شرحاً او تفسيراً لما هي رؤية ‏السعودية، لأن العالم أجمع أصبح يعرفها ويراقبنا ونحن نصنع من كل سطرٍ فيها واقعاً نحياه. هذه الرؤية هي بوصلة ‏أعمال كل قطاعا...

الإنجاز،‌ ‌وإدارة‌ ‌الوقت!‌ ‌

سأبدأ المقال اليوم بحوار دار بين اثنين من خبراء التنمية البشرية بعد أن راقب أحدهم الآخر ولاحظ إنجازاته المميزة والكثيرة بالمقارنة بينه وبين غيره، فسأله “كيف تمكّنت من احتراف “إدارة الوقت” بهذا الشكل؟” إلا أن الرد كان بإبتسامة عريضة تنم عن ثقة ويقين في الإجابة قال فيها : “لايمكن لأحد أن يدير الوقت، إدارة الوقت مفهوم لايمكن تطبيقه أبداً، أنا أدير أنشطتي خلال الوقت وأتحكم فيما أفعله وما أتوقف عن فعله، أنا أدير نفسي، وليس الوقت !” . كانت الإجابة من Earl Nightingale بعد أن سأله Bob Proctor. في الواقع إن تأملنا عامل “الوقت” نجد أنه مورد موحد، يملكه كل الناس سواسية، بدون أي تميّز. عدد الساعات في اليوم وفي الأسبوع وفي العام نفسها لكل الناس، لا يملك أي منّا القدرة على تقديم الوقت أو تأخيره أو تخزينه! وما لا يمكن التصرف فيه تصعب أو تستحيل إدارته. لذا أرى أن نتفق على استبدال “إدارة الوقت إلى إدارة الإنجاز” في هذا المقال . كيف لنا أن ندير إنجازتنا وأن نحترف استثمار الوقت في تحقيق نجاح عظيم؟ الإجابة في تحقيق نجاحات صغيرة متتالية، النجاح العظيم هو تراكم نجاحات مستمرة، وحقيقية، لذا فإن الأداة الأمث...