قابلت "بشير أحمد" مرة على كورنيش جدة قبل عام تقريبا، بشير أحمد طفل يتراوح عمره بين السبع والتسع سنوات، يبيع مناشف ملونة. أكثر ما يلفت النظر في بشير أحمد، ابتسامته الواضحة، وتلك اللمعة التي تشع من عينيه. أخذت أسمع منه في ذاك اليوم ما تذكرته عندما سألتني "معلمة في مدرسة ابتدائية" : من من هؤولاء الأطفال تتوقعي أن يشبهه "ابنك" في يوما ما؟ وجدتني أرد بتلقائية "ابني! سيكون يشبه "بشير أحمد" إلى حد كبير". في حياة هذا الطفل العديد من الجوانب الايجابية، ولن أغفل سلبيات حياته بالتأكيد، إلا أنني فعلا آمل أن يشبه ابني "بشير أحمد" على الأقل لكي أضمن أن لا يشبه "أطفال هذه المدرسة".
حدثني بشير أحمد ذاك اليوم بإجابية، عن هدفه الواضح في جمع ٦٠٠٠ ريال ليتمكن من احضار والده ووالدته لأرض السعودية، وأنه قد جاء مع عمه قبل ثلاث سنوات للحج. الثقة التي كان يتحدث بها بشير أحمد جعلتني أسأله "تروح مدرسة؟" أجاب بإبتسامة " والله ما يخلوني، أنا في الصباح مافي شغل، أروح المدرسة ولما يعرف الأستاذ أنا مين يطردني، أروح مدرسة ثاني، لكن...
ليس من الصعب أن توجه فكراً ما ، إنما الصعب أن تحفظ له حق "وجهة الفكر" !!