التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2011

في الآخرة حسنة.

في الآخرة حسنة. قبل عام، كشفت لي الحياة وجها من أوجهها المتضادة، وأهدتني درسا في تلك اللطائف التي تتجسد في ما هو ضد الحياة، "الموت". وفاة جدي "عبد الإله بن حمد" العام الماضي، كان درسا في سنن الكون بالنسبة لي، أرشدني لإحدى الطرق التي تؤدي إلى "الآخرة الحسنة". يواجهنا الموت في كل لحظة، في كل شيء، كما تواجهنا الحياة، إلا أننا لا نعيرها انتباهنا كما نفعل عندما "تدق" منا الوتر عن قرب. على الرغم من أنني عزيت الفقد بالموت مرارا، إلا أنني لم أكن أعلم أن السماء تحتفل أحيانا بالقادمين إليها. هذا ما "شهدته" من السماء قبل عام، وهي تستقبل روح جدي. كان إنسانا يتميزعن كل من حوله "ببساطة" التلقائية الغير متصنعة. سلامه مع نفسه كان ينعكس في أسلوبه وتعامله معها، لم يكن يعتبر لضغوط المجتمع سلطة على نفسه، كان يسالمها كثيرا، وكنت أرى كيف هي تلك الضغوط عندما تأتي عنده و"تختلف". لم يكن يعتبر لمقايس النجاح العالمية أي اعتبار مقابل لحظة الرضا التي يقدم فيها عطرا لأمي تذكرها به. لم يعنى كثيرا بمشاكل الكون، واهتم جدا بتفاؤل الإجابة عندما أس...

زيادة الجرعة، يُفقد الحياة!

كتبت في مقال سابق أن الحرية قرار شخصي بالدرجة الأولى، عنيت عندها بـ"قرار" أنه تتم صناعته من قبل الشخص، ولا يمنح أو يهدى أو ينتظر شرعنة أي شخص آخر أو جهة. إنما التشاريع والقوانين والتقاليد هي لكي تحد من مساحة تصرف الشخص أو تزيدها، وبرأيي لا علاقة لها بـ"حرية" هذا الشخص، هي حتى لا تساهم في صناعة أجيال حرة بانفتاحها ولا أجيال مقيدة بقيودها. استطرادا لذاك المقال أردت اليوم أن أسلط الضوء على أن "الجرعة الزائدة" من القيود أو من الانفتاح لها سلبياتها التي تخالف سنن الحياة، والتي لا علاقة لها بـ "حرية" الشخص أو المجتمع. إن المجتمعات التي تتسم بـ "الجرعة الزائدة" من القيود تحمل في عباراتها ترديد أنها مجتمعات تحد أو حتى تمنع- حدوث الخطأ، وتسعى لتوحيد السلوك حماية للمجتمع، وتحافظ على الأصالة وعلى التقاليد. في حين أن "زيادة جرعة" القيود ضرت هذه الرسالة الأفلطونية ولم تؤدي بواقع الأفراد إلا لمزيد من التشدد الذي يمنع عنهم الحياة، ولضيق الأفق الذي يسد عن أفكارهم الهواء، وللكبت الذي جعل منهم قنابل موقوتة مستعدة للانفجار!. كما أن تشكيل مجتمع...

حكاية ســلا..م!

حكايتي اليوم ولدت بعد أن حضرت حفل تخريج دفعة "أطفال صغار" في المرحلة التمهيدية أعمارهم ما بين الخامسة والسابعة. كان من ضمن فقرات الحفل، "عرض رياضي" استخدم فيه الأطفال "كلاشنكوف". نعم!! كلاشنكوف بلاستيك. "دق على وتري" ذلك الأمر ولم استوعب بأي منطق حكاية العرض المصحوب "بالسلاح". حاولت هضم المشهد بقليل من العرف أو تلوينه باعتباره من التقاليد لكنه كان بالنسبة لي غير قابل للهضم. وما زاد الفهم سوءا أن العرض الرياضي كان مصحوبا بأغنية عن الوحدة الوطنية العربية الإسلامية تقول أن هذا الجيل سيكون "الموحد" و"الباني"، إلا أنني لم أكن أرى إلا طفلا يحمل أداة عنف ويصفق له كل "العقلاء" من حوله. لمعت في ذهني بوادر المشكلة والفرق الكبير، الغير واضح للمربين، بين محاولة الوصول بين سلام وسلام. سلام يبنى على البناء وسلام يبنى على الهدم. كم تمنيت لو أنه استبدل الكلاشنكوف مثلا بالسيف. فنون القتال والدفاع عن النفس، كالمبارزة أو الكارتية أو الكونغ فو أو غيرها، تنمي لدى الفرد ضبط النفس، وترفع قدرة المبارز على التحكم في انفعالاته، و...

قوم لا يتطهرون!

لفت نظري عنوان قصة قصيرة لمحمد كامل حسين "قوم لا يتطهرون"، وعلق ببالي فترة طويلة، إلى أن استمعت اليوم لمن يقول" جا شهر الصوم، صوموا تصحوا" وكان شخصا على خصام مع الصحة منذ زمن، تنبهت عندها لكل العبادات التي شرعت لتطهر الانسان وحياته، إلا أن "القوم لا يتطهرون"!. ورأيت الناس تعتقد وتؤمن بعقائد، وتقوم بتأدية عبادات ونوافل، للفوز بالحياة الدنيا الكريمة والآخرة ونعيمها، إلا أن واقع دنياهم يخالف ذلك، كثيرا!. ألم تأتي كل الديانات السماوية برسالة التوحيد والخروج من عبادة الأوثان إلى عبادة "الواحد الأحد"، والرسالات بدعوة الإسلام وتسليم الآخرين من الأذى والعدوان؟ ومن الناس من آمن بالغيب والنبوات. وأدى الصلاة والصوم والزكاة كعبادات. وحرص على النوافل كالصدقة وصلاة الاستخارة والابتسامة. كان كل ذلك، في بداية الأمر، لكي تتخلص أنفس الناس من الاستعباد للطغاة أو للأوثان، وأن تتجه بدعاءها لله "لا شريك له". وأن تكفل للبشرية بإسلامها حياة السلام من خلال تعايشهم على الأرض على الرغم من اختلافاتهم، وحرصهم على الخير العام وكف الأذى. وبإيمانهم، تطمئن القلوب...